ما هو جماع الفهر؟ شرحه ماهيته وسبب حرمته
تعريف جماع الفهر
لقد عرف البشر العديد من االتصرفات والممارسات الجنسية الشاذة والخارجة عن الطور ولكن الأديان وضعت العدد من القواعد الشرعية لكي تمنع وتقلل من هذه التصرفات الجنسية المضرة، فمثلا حاربت الاديان العلاقات الجنسية بين الرجل والرجل أو المرأة والمرأة، أو ممارسة الجتس بطرق مختلفة وغريبة، والمسلمون، كسائر أتبعاع الأديان السماوية، وضعو العديد من لقواعد الشرعية بخصوص الممارسات الجنسية التي التزموا بها منذ نزول القرآن الكريم، فمثلاٌ منع الأسلام بعض التصرفات الجنسية وطرق الجماع الشاذة، إلا أن هناك العديد من المصطلحات والظواهر برزوت في العصر الحديث وتحدث عنها العلماء باستفاضة تامة، ومن أبرز هذه الأمور الجماع بشكل عام ، وقد وضع الإسلام العديد من الضوابط التي تنظم الجماع بين الزوجين، وحرم بعض التصرفات في الجماع، وقد بحث الكثير من الناس عن تعريف جماع الفهر وماهيته وحكمه ورأي العلماء فيه، ومن خلال هذا المقال سنتعرف على ماهية جماع الفهر ورأي الشرع الإسلامي والقانون في بصدد هذا النوع من الجماع.
ما هو جماع الفهر وخلفيته التاريخية؟
جماع الفهر هو أحد أنواع الجماع التي كانت منتشرة في الماضي وتعود الى عصور غابرة من الزمن وكانت تمارس بكثرة في بعض المجتمعات الإنسانية القديمة، وتتضمن هذه الممارسة الجنسية العنف والأذى والأهانة اثناء الجماع، وما يزال جماع الفهر حتى الآن يمارس في كثير من الدول الغربية والشرق اسيوي، وتخالف غريزة الإنسان وفطرته. سنحاول في هذه المقالة التطرق الى تفاصيل جماع الفهر.
جماع الفهر يتضمن الممارسة الجنسية والجماع العنيف والموجع بين الزوجين، حيث يقوم الزوج او الزوجة في هذا النوع من الجماع بالعديد من الممارسات الضارة والعنيفة التي تؤدي إلى عدد كبير من الأضرار الجسدية والنفسية للزوجة أو الزوج. وهو من أنواع الجماع المحرم الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، ولو برضا الزوجين.
وكان هذا النوع من جماع الفهر منتشراً في الجاهلية قبل الإسلام، حيث كان يقوم العرب بالممارسات العنيفة مع النساء من الحرارئر او العبيد، حتى جاء الإسلام وحرم كل الممارسات الضارة التي من شانها أن تؤذي أي طرف في الممارسة الجنسية، وأباح الإسلام في الوقت ذاته للزوج أن يجامع زوجته كيف يشاء وأن يرضيها كما تشاء، لكن بالقول والقول والعمل الطيب، ولكن بشرط أن يكون ذلك في حدود ما شرعه الله تعالى من ممارسات مباحة.
وقد حث الإسلام الزوج على ألا يقوم بأي فعل محرم فيه عنف أو أذى، ويتضم ذلك عدم إدخال القضيب في غير الأماكن التي أباح الله تعالى الجماع فيها، وحرم الله أيضاٌ الجماع المؤذي، كجماع الزوج زوجته في فترة الحيض أو في فترة النفاس، أو جماعها في الدبر، كما تحرم الشريعة الإسلامية على المسلم إيذاء أي شخص آخر في فعل من الأفعال، سواء كان ذلك أثناء الجماع أو غيره.
لكن الكثير لا يدركون مدى ارتباط جماع الفهر بالتصرفات السادية في الجنس، والتصرفات السادية تضمن ميل الزوج او الزوجة إلى الإستمتاع بتسبب الألم أو الاذى لشريكهم. وقد يكون ذلك من خلال عدة سياقات أو أشكال، سواء كان ذلك ألم نفسي أو جسدي، وقد يكون أيضا في سياق الجماع الجنسي، وذلك من خلال الضرب والشتم والجلد والبزق والإهانة. وقد يتضمن جماع الفهر أيضا تصرفات ماسوشية، ويُقصد بذلك أستمتاع بعض الأشخاص بالتعرض للإهانة والإساءة وأيضا تعرضهم للضرب والتعنيف، ويكون هذه التصرفات في سياقات جنسية شاذة عن المألوف، ويتشابه هذا السلوك مع جماع الفهر بكون الزوج أو الزوجة هدف لهذه التصرفات العنيفة والمريبة.
ما حكم جماع الفهر؟
وكم عرفنا عن جماع الفهر وما يتضمن من ضرب وشتم واهانة وتسبب بالالم الجسدي والمعنوي، لأن الشريعة الإسلامية نهت عن هذا الجانب، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الطيبة بالنساء، كما أوصانا بالخير مع النساء: “استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه”، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقد حث صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على أن يحترم الرجل زوجته في كل ما يجري بينهما. كما علم الرجل كيفية التعامل مع المرأة أثناء الجماع والجماع الزوجي، كما وضع ضوابط كثيرة لهذه الأمور.|
لماذا يعد جماع الفهر مهين للمرأة
بعد ما جاء الإسلام وكرم المرأة قام بإلغاء كل الممارسات الظالمة بحق المرأة، ولأن الإسلام يحث على مكارم الأخلاق، وينهى عن الفواحش والأعمال المشينة، ومن ضمن تلك الأخلاق هي معاملة المرأة ومنع تعنيفها والإساءة لها معنويا وعاطفيا ونفسيا وجسديا، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) النساء/19. وقال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/19.
وجماع الفهر يندرج تحت إطار العنف المنزلي وهو نمط من السلوك المسيء في أي علاقة يستخدمه أحد الشركاء لكسب أو الحفاظ على السلطة والسيطرة على شريك حميم آخر. يمكن أن يكون العنف المنزلي أفعالاً جسدية أو جنسية أو عاطفية أو اقتصادية أو نفسية أو تكنولوجية أو تهديدات بأفعال أو أنماط أخرى من السلوك القسري التي تؤثر على شخص آخر ضمن علاقة شريك حميم. يتضمن ذلك أي سلوكيات تخويف أو تلاعب أو إذلال أو عزل أو تخويف أو ترويع أو إكراه أو تهديد أو إلقاء اللوم على شخص ما أو إيذائه أو إصابته أو جرحه. وقد نهى الإسلام عن ذلك كله، وحث على حسن معاملة المرأة في جميع الأمور، وخاصة في العلاقات الزوجية. وحث على حسن معاملة المرأة في هذا الصدد ومن خلال جماع الفهر.
اما حكم جماع الفهر في الإسلام فهو يندرج تحت إطار الإجتهاد في الإسلام و في العموم تتوفر ثلاث طرق رئيسية لفهم أحكام الجنس في الإسلام، والأول هو القرآن،وهو المصدر الرئيسي للتشريع في الإسلام. والثاني: الحديث النبي، وهو أقوال النبي صلى الله وسلم. والثالثة: الفتوى، وهي أحكام عماء الدين. من المؤكد أن معظم هذه الأدبيات تضع الجماع والتصرفات الجنسية على أنها تقتصر بشكل مناسب على الزواج بين جنسين مختلفين بين امرأة معيارية جنسانية ورجل معياري جنساني. ومع ذلك، غالبًا ما يكون من الصعب استخلاص مثل هذه الحتمية من الجوانب الثقافية التي تؤثر على جميع قراءات الكتاب المقدس الديني.
وبشكل عام تختلف الأخلاق الجنسية الإسلامية اختلافًا جوهريًا عن أخلاقيات الكنيسة المسيحية. وذلك بسبب طبيعة الشريعة الإسلامية الشاملة. يقول برتراند راسل: “إن الزعماء الدينيين العظام، باستثناء محمد وكونفوشيوس، إذا أمكن أن نسميه متدينين، كانوا عمومًا غير مبالين بالاعتبارات الاجتماعية والسياسية، وكانوا يسعون بالأحرى إلى كمال الروح عن طريق التأمل والانضباط والإصلاح الذاتي”. كما أن الأخلاق الجنسية الإسلامية تختلف جوهرياً عن الأخلاق الجنسية الجديدة من حيث أنها لا تقبل مفهوم حرية الجنس. يهدف الإسلام إلى تعليم أتباعه عدم قمع دوافعهم الجنسية، بل إشباعها ولكن بطريقة مسؤولة، وذلك من خلال طرق جماع مسؤولة وصحية
ومن هذا الباب، ونظر لزواج الفهر وما يحتويه من تصرفات عنيفة ومؤذية، فإنه حرمته جاءت من الجانب المؤذي للمين للرجل والمرأة.
هل جماع الفهر يشبه التصرفات السادية ؟
السادية المازوخية تتشابه الى حد ما مع جماع الفهر، لن هذا النوع من الجماع يتضمن إعطاء وتلقي المتعة الجنسية في الجماع من خلال الأفعال التي تنطوي على تلقي أو إلحاق الألم أو الإذلال والسب والإهانة. قد يسعى ممارسو السادية المازوخية إلى الحصول على المتعة الجنسية من أفعالهم أثناء الجماع. في حين أن المصطلحين السادي والمازوشي يشيران على التوالي إلى الشخص الذي يستمتع بإعطاء الألم وتلقيه، فإن بعض ممارسي السادية المازوخية قد يتحولون بين النشاط والسلبية.
يُستخدم الاختصار S&M بشكل شائع للتعبير عن السادية المازوخية (أو السادية والمازوخية)، على الرغم من أن الأحرف الأولى S-M أو SM أو S/M تستخدم أيضًا، خاصة من قبل الممارسين. لا تعتبر السادية المازوخية شذوذًا سريريًا إلا إذا أدت هذه الممارسات إلى ضائقة كبيرة سريريًا أو ضعف في التشخيص. وبالمثل، فإن السادية الجنسية في الجماع في سياق الموافقة المتبادلة، والمعروفة عمومًا تحت عنوان BDSM، تتميز عن أعمال العنف الجنسي أو الاعتداء الجنسي غير الرضائية. جماع الفهر يشبه هذه التصرفات الى حد ما، لأنه يتضمن العنف والإهانة لكل من الرجل والمرأة.
للمزيد من المقالات الرجاء زيارة موقعنا هنا